الاثنين، 31 ديسمبر 2012

أريد أن أبقي لوحدي أيها الوطن ..!!





أنا الي النوم
هاتفي الي وضع الطيران
أعدائي الي الجحيم
أصدقائي الي أي مكان يريدون
لكن بدوني ..!
نعم علي طريقة ماغوط ملهمي لهذا الزمن والذي آمل أن لا يكون ملهمي لأي زمن آخر سيأتي !
ثم أني لا أذكر متي كتبت شيئا آخر مرة
بدوت كأني أقلعت عن هذا الهراء ..
أنها عودة مؤسفة كرجل يترك التدخين شهورا تحسبه توقف فعلا
ثم ذات ضعف ويأس يشعل سيجارة ويصبح شرهاً أكثر من ذي قبل بعدها ..
أنها خيبة كما أنه لا شيئ يلهم هذا الأيام
لا اليأس ..
ولا الملل ..
ولا حتي نظرتي السوداوية للعالم !!
ولا شيئ يتم بسهولة علينا أن نعاني
حتي هذه الكلمات أكتبها في ملاحاظات هاتفي المعطوب

وأعاني مع الازرار ..
غطائي السماء ..
والباعوض نخبهم دمي ..
والصباح يبدو أبعد من كونه أول ما سيحدث غدا ..!!
شيئ ما يدفعني لأبقي لوحدي
ويشعرني بأني أكره كل من يقطع وحدتي أيا كان ..
أو من يشاركني أشيائي أو أفكاري ..
أو يسديني معروفا وهو أسوأ ما يمكن فعله لي ..!
أرجوكم جميعا دعوني وشأني ..
هي : أنا أيضا !!
كأنها وآثقة من أستثنائها ..
نعم أنتي أيضا يا حبيبتي دعيني وشأني الآن ..
سأظل جالسا هكذا أنا علي مقعد وقدمي علي آخر
لأطول مدة ممكنة وكل ذلك لأجل الوطن !
وسأسعي جاهدا لأوقف حوار روحي مع زآتها
وأن لا أفكر وذلك أيضا لأجل الوطن !
وكل شيئ آخر تأمر به فقط أرجوك أيها الوطن عندما أنتهي من كل ما أمرتني به أمنحني تأشيرة مغادرتك
فعندها فقط سأكون ممتنا ..
وسأحزم أشيائي التافهة بصمت وأغادر ..
ولو كنت تريدها سأتركها لك وأرحل دون جدال ,
لكن ما حاجتك لأوراق لا معني لها ..!
أنها تعنيني أنا وليست مهمة أبدا لأي أحد آخر ..
وأعدك لن أنسي..
لن أنسي كل الأشياء التي قمت بها من أجلي لا الحنان
الذي أسبغته علي ..
ولا القبل التي طبعتها علي خدي ..
ولا الذهور التي عبقت بها حياتي ..
ولا الرسائل التي بعثت بها إلي وآنست وحدتي كثيرا ..
وهي الشيئ الوحيد الذي أريدك أن تفعله دآئما حتي بعد رحيلي ..
وأنا بدوري ساوقع لك تنازلاً عن المساحة الأفقية التي أحتلها علما بانها ليست شيئا يذكر ..
وتنازلاً آخر أهبك فيه كل الجواري التي في خيمتي الجواري التي خضت حروبا طويلة حتي أمتلكها ..
وحبيبتي سأتركها لك هي بأي حال لم تكن مخلصة لي
وكانت ستبيعني لمن يدفع أكثر..
خذها لكن لا تلعني بعد ذلك,الحب أيضا به وجع ..
وأظنك تعرف ذلك حتي أكثر مني ...
وأيضا سأترك لك الشوارع التي أتجول بها دون هدف
لعلك تجد لي هدفا وتكمل جولاتي ..
ربما تود لو تسألني لماذا ؟
سأريحك من عناء الأسئلة ..
أنني كما مارتن لوثر كنج خوفي مما بداخلي أكبر من خوفي مما يأتي من خارجي ..!!
كما ترى لم أرد لك إلا السلامة وهنالك شيئ آخر لقد أقتربت كثيرا وأخشي أن أصير بعيدا ..
ثم أنك لم تمنحني الحرية ولا العدالة ..
ولا الحب ..ولا الهواء النقي ..
ولا حتي حق كفاف العيش ..
لذا أتدرب علي الرحيل ..
مع أول خيوط الفجر أنطلق لوجهة لا أعلمها
وأطرد قلقي..
وتوجسي ..
لأن الله سيكون معي ..
وأمي ستصلي لأجلي ..
وحبيبتي ستغرق وسادتها دوموعا لأجلي ..
ومؤمنين آخرين سيدعون لي بظهر الغيب ..
وأنا بدوري سأبتهل

الأحد، 30 ديسمبر 2012

أرهآصات الودآع الأخير





ليالي تمر علي وأنآ لوحدي ليال طويلة وبآردة آراقب القمر أنشغل بتأمل السمآء بنجمة بعيدة أسطع من بقية النجوم وأحآول أن أتذكر أسماء نجمآت أعرفهآ أبحث عن الحوزي والحصآن وأنتظر نجمة الصبآح ..
الكلاب تعوي خلف باب البيت وتدخل قطط تبحث عن بقآيآ طعآم ف دآرنا وتتشاجر قرب سريري أحيانا ..
وربما يمر قطار أواخر الليل في طريقه للمحطة أسمعه بوضوح في سكون الليل ..
ويمر شريط العمر سريعآ علي تستوقفني صور بعينهآ ..
أتذكر أصدقائي القدامي في طفولتي ماذلت أحتفظ بصداقتي مع البعض والبعض الآخر أغبرهم النسيآن في مقبرة الذآكرة ..
أتذكر المدرسة الأبتدآئية التي أرتدهآ ونجآحاتي المبهرة هناك أتذكر خفير المدرسة رجل أعمي يتوكأ عصاة طرفها مكسو بالجلد كنت أحب أن يسرد علي الحكايات كان يسافر كثيرا قبل أن يفقد نور عينيه ماترك بقعة ف الوطن الا وله فيها تاريخ وذكريات وهاهو الآن خفير في مدرسة طاعن في السن ليس له في الحياة سوي أحداث مضت يرويها قصصا للسمر وأتذكر مدير المدرسة كان نحآتآ كان يحب أن يسمعني ألقي الشعر كثيرا القيت علي التلاميذ قصيدة طارق أبن ذيآد في الأندلس في الفصل وفي طآبور الصباح أذكر الي الان مقطعين منهآ : أشبآح جن فوق صدر المآء
تهفو بأجنحة من الظلماء
أم تلك عقبان السماء
وثبن من قمم الجبال
علي الخضم النآئي
لابل سفين لجن تحت لوائي
لمن السفين تري وأي لواء
يا أبن القباب الحمر ويحك
من رمي بك فوق هذي اللجة الذرقاء ..
وأذكر جيدا المدرسة الثانوية مدرسة المتفوقين التي كنت مغمورآ فيهآ كنت شخصية بلا ملامح لاتكاد تلحظ غائبا كنت أنا أم حاضرا ..
ومدآرس كثيرة تنقلت فيهآ ذلك الوقت ..
مخلفآ أثرا خلفي أو راحلا بدونه ..
وفي كل مرحلة تنشأ صداقآت وأخري تموت أحاول جهدي أن أتذكر وجوه رفاقي في الفصل كأنهم طيف عابر وجوه قليلة تحضرني ..
وربما هي الآن مختلفة عن ما بخيالي ..
أذكر رفيقا ماذالت علاقتي به لم تتغير أسمه كان مرتبط بأسمي كل ما أنتقل لمدرسة أجده هناك معي ..
ألي أن غادر الي الجامعة وتركني أخوض التجربة الأخيرة لوحدي .. والآن أنا مثل مصطفي سعيد أحلم بالهجرة نحو الشمآل
أحلم بالجليد بكتب أقرأها علي مقعد متأرجح قرب المدفأة وخلف النآفذة جليد وضباب ..أحلم بالشقرآوات وبحانات وملاه ليلية لاتقلق أبوابهآ ..وسجآر كوبي وكأس شامبانيا في قعرهآ ..واليل في أوله وتشرين كذلك
وهذه المدينة هي مسقط رأس شنايا توين التي ابدعت في أغاني الريف الأنجليزي
أفريل ليفين أيضا علمهآ هو هذا العلم الأحمر بورقة شجرة لا أعرفها ف المنتصف
سلين ديون بصوتها الذي يشبه الخيآل أيضا تنتمي الي هنآ أما أنا فأحلم بالهجرة الي هذه الأرض منذ ذمن بعيد لدرجة أنني لست أذكر لما أخترتها وجهة لأحلامي دون سائر بقآع الدنيآ ..
لا أعلم كيف سيكون شعوري لو تحقق الحلم .. أو في لحظة اقلاع طائرتي من وطن لايعرف قيمتي
ولحظة وداعي لأهلي
عندما ألقي عليهم خطبة وداع قصيرة مجهزة مسبقآ
مضمونها أنني لأجلكم أهاجر فقط لأنتصر علي الفقر مرة قبل أن يمضي عمري القصير مقارنة بعمر الكون ..
ربما أجد الشمآل مختلفا عما توقعت أو عما أوحته لي هوليود ..
لكني ماذلت مصرا علي الرحيل ..أما هي سأترك لها رسالة ..أقول فيها: حبيبتي أنا ماذلت أحبك وسأظل لكني مضطر لأغادر هذا الوطن لأنه لا يؤمن بالحب ولأني أكره أن نجتمع تحت مظلة الفقر طآئرتي ستغادر بعد ساعة من الآن
ربما أعود لآخزك معي أو أرسل لك لتلحقي بي
أو لا أعود أبدا أنتظريني لعامين أن لم يأت مني خبر حاولي أن تنسي كائنا تاه في جليد الشمال أحبك يوما بصدق لكن الدنيا جآرت عليه

أنسومينيا ..









مكتمل هو البدر وما جدوي اكتماله ..بلا رفقة ولا سمر لا فرق لو كان حاضرا او غائبا ..
أنه الآن ليس سوي عامل من بين عوامل أخري كثيرة تآمرت علي لأبقي مستيقظا ليلا بطوله اعاني الأنسومينيا
السماء لا تتراءى لي جميلة الآن أنها قطعة سوداء عليها ثقوب كثيرة ينفذ من خلالها الضوء وهنالك ثقب أكبر من البقية يسمونه القمر ويسرفون في الغناء له لما ..لست أعلم ويشبهون كل ما هو جميل بوجهه ..!!
يفعلون ذلك منذ الأزل...
عنترا كان معتوها ..زعم أنه:
في الليلة الظلماء يفتقد البدر ...
أنني آخر من يفتقد ذلك الشيء في الليلة الظلماء أو في أي ليلة أخري غيرها ..كأنه مصباح كبير لا ينطفئ ويتركني أنعم بالنوم في صمت الظلام ..
والصداع لا يزال يعطل ذهني عن العمل ..وساعة أثر ساعة أتقلب بفراشي حيث أنا, لا غطاء لي سوي تلك القطعة السوداء الكثيرة الثقوب..
آخذ قرصا ربما يكون ذا تأثير منوم. بعد أن أفرغ الدرج علي الأرض مهتاجا كمدمني الهيروين والكوكا حين لا يجدون الجرعة في الافلام باحثا عنه كأنه فكرة الخلاص ..
أنني مشوش تماما..تمر بخاطري ذكريات متناثرة وأضغاث أفكار مبعثرة ..لا تكاد تميز فكرة وآحدة مكتملة تعالجها بزهنك المتعطل ..
ذكريات من طفولتي حيث نشأت بمناطق هي أقرب لما يسمونه "الجيرو"
حيث تلاميذ المدارس مثل أفراد العصابات..
كنت أبدو جيدا بينهم ..ليس لأني حقا كذلك بل فقط مقارنة بهم..
كنت نظيفا في مقلب القمامة وبعد أن خرجت منه تلطخت..
في غمرة توتري خط يدي هو اكثر ما يفضح ما بداخلي ..
يبدو كآثار حشرات صغيرة علي الأرض ..
لو عدت غدا لن أستطيع أن أقرأ ما كتبت اليوم ..
ربما هو تأثير الشمس التي أتعرض لها نهارا وتصيبني بالهلوسات مساءا ..
عندما يغادرني تأثيرها ..كروح تنزع من جسد شرير ..
كأن خط الاستواء فوق رأسك مباشرة ..
والشمس الحاقدة عاقدة العزم علي ثقب رأسك ..
لن تنجو علي أقل تقدير من الصداع ..
مهما تحازقت ..ربما أحاول كثيرا أن لا أتعرض لها لكنها تلحق بي وتجدني أين ما اختبأت ..
لو لم تكن نارا فسموم مر فوق النار ..
وتكدر عيشي حاضرة بالنهار ..وغائبة باليل ..
بالماضي أذكر أني كنت أحب الصيف ..لكنني الآن أبغضه
أنها ظاهرة الاحتباس الحراري. حولت الصيف الي جحيم
نعم لا شك هي السبب وأنا يا لغبائي كنت أظنها خرافة مثل ما أظن في حكاية ثقب الأوزون..
بالرغم من أنني لا أملك مصانعا يصعد دخانها معكرا صفو السماء ..
ولا أملك سيارة تخرج من عادمها الغازات السامة ..
لأوسع ذلك الثقب اللعين ..
أن أكثر دخان أتسبب به هو دخان النارجيلة التي الجأ اليها نادر جدا بساعة يأس لا تحتمل في مدينة لا تؤمن بالترفيه ..
أوعندما أشعل سيجارا كوبيا فاخرا في أحد أحلام يقظتي مضمخا أجواء الحلم ..
أنني برئ تماما من أفساد كوكب الأرض كما ترون لكنني أتعزب بذنوب الآخرين ..
صاحبتني حالة الأنسومينيا تلك طويلا..
ليس غريبا أبدا فالأرق يقود لأرق ..
لن تصحو باكرا ولن تنام باكرا ..وستخرج حتما في الغد والعدو متربص في السماء ..
أحيانا أشعر بانفصام شخصيتي ..كأن الذي أحب الصيف يوما لم يكن انا ..
او كأن الأرواح الشريرة تسكن برأسي منذ كنت طفلا يقضي معظم أوقاته منطويا لوحده في المقابر القريبة من البيت ..
وتجعلني أقوم بأيذاء نفسي عمدا ..
ثم عندما اعود لذاتي الحقيقية ..أتألم من ما صنعتة يداي ..
تلك لم تكن روحي علي أي حال ..
يؤذن الفجر وأنا ما زلت ...
أذن سأجلد ذاتي تحت الماء ولن أنتعش أعرف ذلك بطبيعة المجرب لأبد يوما مع أني لم أنم لأضع حدا فاصلا بينه وبين الأمس فعلا ..
وأنطلق ألي عملي الذي أبغضه أيضا ..
ولا تتوقعوا مني أن أقدم شيئا للوطن ..
أو أن أكون مركزا أو مستوعبا علي الأقل ..
عالجوني من الأنسومينيا أولا ...

قبل الرحيل .. بعد الرحيل !







"مصفوفة حقائبي علي رفوف الذاكرة
والسفر الطويل ..
يبدأ .. دون أن تسير القاطرة!"
أمل دنقل



قبل ..


العزلة تسمو بالروح ؛
أو ذلك ظن الراهب !


في كهف في جبل
أو عرزال أحب أن أكون
هاربا منك أنت أيها المطلق!
والفجيعة الساحقة
أنني أهرب إليك
لأنك تتبدي أكثر في الفراغ
أو العدم ..
وألومك علي خطيئتي


وأحيانا أخري
أتطير بك _وذلك ما يمليه علي قلبي الشيطان-
وأسوأ ما يتضمنه الرحيل
عن أمي والوطن
تنازلي عن مساحتي الأفقية اللعينة
للأوغاد الذين لا يستحقونها .
؛؛

اعرف إنني سأفتقد هذه المدينة
البائسة , التي تلعنني كل صباح
لذا أتوسل إليكم : لا تسلبوا مني رفيق السفر
لأنه جذوة من نار اللعنة!
ولأن نداء المجهول مبارك
و الدروب مباركة السعي والسائرين
وإن لم تفضي إلي شيء
أتوسل أيضا من جديد ..

؛؛
أيها الرفيق ألا تظن مثلي أنه من الحماقة
أن نحزن حين لا نحصل
علي ما نريد ؟
أو لأن انتظارنا لبعض ما نتمنى
ونشتهي طال قليلا
مع أن مقدرتنا علي الاستمتاع به محدودة !
وإننا في ذاتنا
فانين إلي الزوال
لقد اكتشفت فيما بعد
أنك أنت القديس
فأنا اخترت الإنتعاق ؛


وأنت تعمدت بالتضحية الكبرى ..


؛؛
الانتظار جمرة تطأها الروح
مثل محتضر ينتظر الرحيل للبرزخ

انتظر .. وأنتظر ..
انتظار رمادي قبل الانتقال
من الألم إلي المجهول ..




بعد ..

هناك في البلاد الغريبة
التي لم تكن وجهتنا يوما
أو حلمنا
حيث نشعر أننا دون الآخرين
يرسم الغيم وجهك في السماء أيها الغائب
لحظات ثم تنسفه الرياح
كأن لم يكن ..


بعد تلك الرؤيا الطيبة
أعود لسابق عهدي


آكل ..
أنام ..
أطالع ..


أسمع موسيقي الحزن
أدخن التبغ الرديء
أقرا أشياء لأجلي
وأشياء أخري لا تروقني
أقراها لأجلك
واقرأها بصوت مرتفع ..


لأني اعتقد انك كنت لتحبها
وقد يكون الغائب حاضرا
أكثر من الحاضرين

؛؛


وها أنا ذا ..
أقف في الميناء وجهي قبالة المتوسط
أسعل سعالا ثقيلا جافا
يوجع قفصي الصدري
وأحدق بتلك الصورة لنا معا
عند شاطئ آخر
أبعد حتى من السماء
أحدق بها طويلا بتأثر بالغ
ثم امسح الملح عن عيوني واطويها
وأتلو صلاة شكر بصوت خافت:


"شكرانك يا الله لأنك تحيطني بالنور
حتى لا أضيع في العتمة
أو في زحام الوجوه المسافرة
ولأنك تظهرني أسطع ما أكون
كشمعة في عتمة الآخرين
الذين يعوزهم النور كما يعوزني "









ايلول 2012

كتابات علي هامش أمراة غائبة (هنا يرقد لا أحد)










الهزيع الأخير من الليل
أكشف عن جراحي النيئة
لتجففها الرياح
وأمسح معالم وجهي جيدا حتي لا يعرفني أحد
أنا أوف لاين لا يمكن الوصول الي حاليا ..
لا شيئ سوي روحي المسافرة في الغياهب البعيدة وصوت

فيروز في الغرفة المظلمة :

يا ريت الدنيي بتزغر و بتوقف الأيام
هالأوضة وحدا بتسهر و بيوت الأرض تنام
و تحت قناديل الياسمين انت و انا مخبايين
نحكي قصص حلوين و لا مين يدري شو صار
يا أوضة زغيرة زغيرة فيها الحب تلاقيت
أوسع من دنيي كبيرة و أغلى من ميت بيت

كأنه صوت يأتي من السماء أو الفراغ ..
أنا خاوي لست حزينا _الحزن ملهم_ ولست سعيدا انا لا أشعر بشي مطلقا وهو أحساس مريع أكثر من الحزن ..
وتلك الراهبة لا أريد ان التقيها أبدا
لو قابلتها سأخون العهود كلها
فهي أمرأة مباركة وقلبي لا بتحمل طقوس لقائها أو وداعها لكنها قادمة ضمنا مع هبوط الظلام ..
لتقتحم وحدتي وتكسر زجاج صمتي وترقص عليه معي بأقدام عارية ..
فقط كلمتين وتجهز علي ..
عندي لها صورة منحوتة بمخيلتي ..
هي وخلفها سواد الليل ..تتأمل بشيئ ما لا أستطيع أن اراه أظنه مدهشا بقدر ما يبدو

عليها الأندهاش وأبتسامتها أكثر غموضا من صمتها ..
أبتسامتها شيئ مبهم لا تعرف كيف تفسره أبتسامة أقرب ف تعبيرها للحزن من الفرح ..
كل مرة أظنها أختارت مصيرا مختلفا تغيره وتعود تتقاطع مع طريقي تعرف أين تجدني وتعرف كيف تأخذني مني ولا تعيدني إلي ..
أذا حاولت أن أحب أمراة أخري تنزعني منها ثم تلقي بي بقايا علي قارعة الطريق ..!!
تجرني مرغما لخطيئة شفتيها وتأمرني أن أفتح عينيك_أنا عيوني متعبة جدا لأفتحها والصداع يعصف برأسي وحرارتي مرتفعة أشعر بالبرد والخمر الرديئة لا تدفئني ..
ولا تخدر أطرافي
لذا أرجوك يارفيق طفولتي
كأي نملة تطأها دون قصد وأنت لست النبي سليمان دس علي مشاعرك لأجلي ..
وكأي عصفور تعس الحظ وقع بقبضة طفولتنا الجائرة هي لي قبرا وأكتب(هنا يرقد لا أحد)
لعلها تمر من هناك وتقرأ اللافتة وتعرف حقيقتي وتدعني وشأني ..
او لعلي أنا أقوي علي النسيان في رقدتي الأخيرة وأصحو من الأحلام أنا لا أحلم
وانا نائم أنا أحلم وأنا يقظان لذلك كنت أسهر ..

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

حينما يبدأ الليل











يبدأ الحزن ويخيم الصمت علي تخوم الجبال ..
ويصبح شعوري بالوحدة أعمق ..
أبحث عن وجهة أنتمي اليها ولا أجد..
أبحث طويلا عن زآتي فلا أجد نفسي ..
وهذه الحجرة تضيق بي ..
كما الهموم التي ضاق بها صدري ..
وينشغل البال علي أحبابي البعيدين ..
ولا أجد سبيلا لأطمئن ..
ثم تفاجئني أمي عبر الهاتف ..
كأنها أحست بي من علي البعد ألم أقل أنها الأكثر أخلاصا لي ..
أنني بخير فقط مطر ومطر كلما يهطل أتذكر أنشودة المطر ..
يا أمي ..
"أتعلمين أي حزن يبعث المطر ..
وكيف تنشج المزاريب أذا أنهمر..
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع بلا أنتهاء ..
كالدم المراق..
كالأطفال كالموتي هو المطر .."
تلك أعظم قصائدك بدر شاكر ..
ثم أتقلب فوق فراش الجمر أنتظر النوم ..
الذي عادة مايأتي متأخرا ..
تناوشه كوابيس الليل التي لا أذكر تفاصيلها في الصباح ..
عندما يبدأ المطر بالهطول من جديد ..
ويحمل الرعاة قسرا علي الرحيل ..
رجالا أطفالا ونساء ..
يمتطون أبقارهم ..
وأنا أحزن أكثر لأنهم رآحلون ..
نحو قمم الجبال ليتركونا في الوادي المنخفض لوحدنا ..
أحزن كما لو أني أعرفهم منذ سنين ..
كما لو أنهم أصدقائي ...
تلك طفلة بريئة الوجه ضاحكة العينين..
لوحدها علي ظهر ثور تحتها الوحل ومازال يبللها المطر ..
أراقبها بعيوني ..
حتي تضيع من مدي البصر ..
وعلي وجهها أبتسامة مبهمة ..
كنها لا تدرك ماهي مقبلة عليه ..
لكنها علي أي حال لا تشعر بالخوف ..
يجمح خيالي في الطريقة التي أختاروها للعيش ..
وهجرتهم وقت الخريف ..
ثم عودتهم بعد ذلك ..
أنهم دائما علي شفا سفر ..
وأتسائل كيف هي نظرتهم للعالم ..
أظنهم مرتاحي البال وبسطاء في حياتهم وطموحهم وأحلامهم ..
وأحسدهم علي البساطة ..
ربما لأني عالق في تعقيدات حياتي ..
المهم هم لهم طريقتهم ولي طريقتي..
ولا يمكن أن نتبادل الأدوار ..
ولا الأمكنة صعب أن أعيش هنا وصعب أن يتأقلموا هناك ..
أقدارنا مختلفة ..
أنها محض مصادفة أن تجدني هنا ..
في مكانهم ...
أنها الأيام تسخر مني ..
لأختبر حياة مختلفة وشخصيات مختلفة ومدن جديدة ..
لكني لا أشعر بمتعة الأكتشاف ..
ولا روعة الطبيعة ..
ولا نشوة المطر ..
كل هذه الأشياء لا تلهمني ...
فقط يلهمني ينبوع الحزن الذي لا ينضب في دآخلي..
وكل يوم تصعد برأسي الخواطر ..
لقد خطوت الخطوة الأولي
لا مجال للأنسحاب أو التراجع الآن ..
هنالك فقط طريق وآحد يمضي الي الأمام ..
والوقت يمضي ببطء حتي موعد عودتي إلي الوطن..!!