الأحد، 30 ديسمبر 2012

أنسومينيا ..









مكتمل هو البدر وما جدوي اكتماله ..بلا رفقة ولا سمر لا فرق لو كان حاضرا او غائبا ..
أنه الآن ليس سوي عامل من بين عوامل أخري كثيرة تآمرت علي لأبقي مستيقظا ليلا بطوله اعاني الأنسومينيا
السماء لا تتراءى لي جميلة الآن أنها قطعة سوداء عليها ثقوب كثيرة ينفذ من خلالها الضوء وهنالك ثقب أكبر من البقية يسمونه القمر ويسرفون في الغناء له لما ..لست أعلم ويشبهون كل ما هو جميل بوجهه ..!!
يفعلون ذلك منذ الأزل...
عنترا كان معتوها ..زعم أنه:
في الليلة الظلماء يفتقد البدر ...
أنني آخر من يفتقد ذلك الشيء في الليلة الظلماء أو في أي ليلة أخري غيرها ..كأنه مصباح كبير لا ينطفئ ويتركني أنعم بالنوم في صمت الظلام ..
والصداع لا يزال يعطل ذهني عن العمل ..وساعة أثر ساعة أتقلب بفراشي حيث أنا, لا غطاء لي سوي تلك القطعة السوداء الكثيرة الثقوب..
آخذ قرصا ربما يكون ذا تأثير منوم. بعد أن أفرغ الدرج علي الأرض مهتاجا كمدمني الهيروين والكوكا حين لا يجدون الجرعة في الافلام باحثا عنه كأنه فكرة الخلاص ..
أنني مشوش تماما..تمر بخاطري ذكريات متناثرة وأضغاث أفكار مبعثرة ..لا تكاد تميز فكرة وآحدة مكتملة تعالجها بزهنك المتعطل ..
ذكريات من طفولتي حيث نشأت بمناطق هي أقرب لما يسمونه "الجيرو"
حيث تلاميذ المدارس مثل أفراد العصابات..
كنت أبدو جيدا بينهم ..ليس لأني حقا كذلك بل فقط مقارنة بهم..
كنت نظيفا في مقلب القمامة وبعد أن خرجت منه تلطخت..
في غمرة توتري خط يدي هو اكثر ما يفضح ما بداخلي ..
يبدو كآثار حشرات صغيرة علي الأرض ..
لو عدت غدا لن أستطيع أن أقرأ ما كتبت اليوم ..
ربما هو تأثير الشمس التي أتعرض لها نهارا وتصيبني بالهلوسات مساءا ..
عندما يغادرني تأثيرها ..كروح تنزع من جسد شرير ..
كأن خط الاستواء فوق رأسك مباشرة ..
والشمس الحاقدة عاقدة العزم علي ثقب رأسك ..
لن تنجو علي أقل تقدير من الصداع ..
مهما تحازقت ..ربما أحاول كثيرا أن لا أتعرض لها لكنها تلحق بي وتجدني أين ما اختبأت ..
لو لم تكن نارا فسموم مر فوق النار ..
وتكدر عيشي حاضرة بالنهار ..وغائبة باليل ..
بالماضي أذكر أني كنت أحب الصيف ..لكنني الآن أبغضه
أنها ظاهرة الاحتباس الحراري. حولت الصيف الي جحيم
نعم لا شك هي السبب وأنا يا لغبائي كنت أظنها خرافة مثل ما أظن في حكاية ثقب الأوزون..
بالرغم من أنني لا أملك مصانعا يصعد دخانها معكرا صفو السماء ..
ولا أملك سيارة تخرج من عادمها الغازات السامة ..
لأوسع ذلك الثقب اللعين ..
أن أكثر دخان أتسبب به هو دخان النارجيلة التي الجأ اليها نادر جدا بساعة يأس لا تحتمل في مدينة لا تؤمن بالترفيه ..
أوعندما أشعل سيجارا كوبيا فاخرا في أحد أحلام يقظتي مضمخا أجواء الحلم ..
أنني برئ تماما من أفساد كوكب الأرض كما ترون لكنني أتعزب بذنوب الآخرين ..
صاحبتني حالة الأنسومينيا تلك طويلا..
ليس غريبا أبدا فالأرق يقود لأرق ..
لن تصحو باكرا ولن تنام باكرا ..وستخرج حتما في الغد والعدو متربص في السماء ..
أحيانا أشعر بانفصام شخصيتي ..كأن الذي أحب الصيف يوما لم يكن انا ..
او كأن الأرواح الشريرة تسكن برأسي منذ كنت طفلا يقضي معظم أوقاته منطويا لوحده في المقابر القريبة من البيت ..
وتجعلني أقوم بأيذاء نفسي عمدا ..
ثم عندما اعود لذاتي الحقيقية ..أتألم من ما صنعتة يداي ..
تلك لم تكن روحي علي أي حال ..
يؤذن الفجر وأنا ما زلت ...
أذن سأجلد ذاتي تحت الماء ولن أنتعش أعرف ذلك بطبيعة المجرب لأبد يوما مع أني لم أنم لأضع حدا فاصلا بينه وبين الأمس فعلا ..
وأنطلق ألي عملي الذي أبغضه أيضا ..
ولا تتوقعوا مني أن أقدم شيئا للوطن ..
أو أن أكون مركزا أو مستوعبا علي الأقل ..
عالجوني من الأنسومينيا أولا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق