الأربعاء، 1 يونيو 2016

إلي *شوكس التي لم التقي بها بعد..


ربما أنت بعيدة ربما أنت تقرئينني الآن ,من يعلم أذا كنت قادمة من الماضي أو المستقبل , أو حتى أذا كنت حاضرة الآن ..
فقط أردت أن اعتذر يا شوكس لأنني خضت تجارب قبلك ولحسن الحظ باءت جميعها بالفشل ,
وكل مرة كنت أظنك هي ويمر بعض الوقت حتى أكتشف أنها واحدة أخري ,
ذلك ليس خطأي وحدي أنت ملامة أيضا لأنك تأخرت كثيرا يا شوكس.
علي كل حال ليس ذلك مهما فليس لدينا وقت لنبش ما فات ..
أتعرفين يا شوكس كنت أفكر كثيرا مؤخرا في الطريقة التي سأدخل بها الفرح إلي قلبك لأجعلها عهودي التي أكتبها لك
فكرت أن أكون لك حبيبا وصديقا وأبا أيضا , وأن أجعل يدي منديل دموعك لكل لحظة حزن عندما تبكين علي كتفي سأربت عليك, وأمرر يدي علي شعرك , ولو مرضت يوما _لا شاء الله ولا قدر_سأبقي ساهرا علي المقعد بجوارك وأضع علي رأسك قطعة مبللة حتى تزول الحمى , وحلمت أيضا أنه عندما يكون لنا أبنه صغيرة تشبهك في أدق تفاصيلك أن أسميها مثلك أيضا ,
وحلمت أن تكوني أمي وطفلتي وأن أقص عليك كل ليلة حكاية ما قبل النوم وأهمس لك " غبار النجوم في العيون فتاة وردية وصباح سعيد" وأن أستيقظ قبلك عندما يكون مزاجي جيدا وأعد لك الشاي وكعكة القرنفل
وأن أغرض عينيك شعرا وغزل ,وأن أوقد الشموع واجلس إلي البيانو لأعزف لك سيمفونيات بيتهوفن وسباستيان باخ وسأبدأ دائما بالجمعة الحزينة لأنك مثلي ستحبينها ,
وأن نتشارك في أعمال البيت معا
وأن أحمل لك وردة كل يوم وأنا في طريق عودتي من العمل ,وأن أكون لك وحدك ولا أنظر للأخريات حتى لا أخونك بعيوني ,
وأن أغني لك في الليالي المقمرة أغنية "I wanna protect you"_
وأن أعاملك كأميرة وان لا أبخل عليك بكلمات الحب أبدا ,
وأن أكون صادقا وأن أشاركك اهتماماتك
وأن آخذك لأماكن لم تزوريها من قبل وأغمض لك عينيك وأفاجئك بهدية ,
وأن نكتشف العالم معا, ونشاهد أفلامك المفضلة, ونقرأ كتبك المفضلة, ونعلق علي الجدار لوحات علي زوقك,
وأعدك سأستمع منصتا لكلماتك وسأحب وجهك دائما كما هو دون إضافات
وأن أشكر الله كل يوم لأني أبدا صباحاتي بوجهك وعي أنغام صوتك ..حتي يزيدني من نعمة حبك .

أنا لستُ نفسي!



أنا لستُ نفسي!
أنا ما يُشكِلني الآخرُون..
يشكِلني الطين -فأكونُ
(أْصَيَصْة) غاردينيا ؛
وتُهديني إمرأة للغريب
ولكنني -للأسف- لا أعيشُ طويلا!

أنا لستُ نفسي
يُشكِلني (اللونُ فوقَ القُماش )
فأُصبِح لوحَة وأُصلب -طول الحياة-
علي جُدران المعارِض!

أنا ما يُشكِلني الآخرُون
يُشكِلني (عِنب) فأكون نبيذاً
فتشربني إمرأة يائسة
-تخلي المُحِبون عنها-
وتشربني دفعة واحدة!

أنا لستُ نفسي
أنا من نُحاس -وأسمي رصاصة
أخرجُ من بعد ما يضغطون الزناد
ومن سوء حظي ؛
أعلقُ في الجَسَد الميَت
ولا أعبُر الضِفة الثانِية!

أنا ما يُشكِلني الآخرُون
يُشكلني النَغَم المُتواصِل
ويعزفُنِي (رجل الساكسفون)

أنا لستُ نفسي
يُشكلني (بائعُ الورد )
وردةً ثم وردة
فأصبح باقَةَ ورد
قُرب سرير المريض
الذي يحتضِر...
فنموت معاً
فيؤخذ للمقبرةَ
وانا لمكب القُمامة
ويالنهايتنا الآسفة!

أنا لستُ نفسي
يُشكِلني حبرٌ وورق
فأصيرُ كِتاباً
ويقرأُوني ولد طيب
في الطَرِيقِ الي المَدَرَسَةَ!

أنا ما يُشكلني الآخرُون
أنا لستُ نفسي!
يُشكلني (خشبُ السَّاج)
فأكون سفِينة
-قُبطانها يستهلِك تبغاً رديئاً -
وأبُحر نحو مراسي الشِمال البعيدة

انا ما يُريد القدر
يخلقني الله كيف يشاء
يختارُ لي أسماً .. ووطن
أماً .. وأباً
ويُكتب في اللوح
اني يوماً سأقترِف
هذي القصِيدة!