الجمعة، 28 ديسمبر 2012

حينما يبدأ الليل











يبدأ الحزن ويخيم الصمت علي تخوم الجبال ..
ويصبح شعوري بالوحدة أعمق ..
أبحث عن وجهة أنتمي اليها ولا أجد..
أبحث طويلا عن زآتي فلا أجد نفسي ..
وهذه الحجرة تضيق بي ..
كما الهموم التي ضاق بها صدري ..
وينشغل البال علي أحبابي البعيدين ..
ولا أجد سبيلا لأطمئن ..
ثم تفاجئني أمي عبر الهاتف ..
كأنها أحست بي من علي البعد ألم أقل أنها الأكثر أخلاصا لي ..
أنني بخير فقط مطر ومطر كلما يهطل أتذكر أنشودة المطر ..
يا أمي ..
"أتعلمين أي حزن يبعث المطر ..
وكيف تنشج المزاريب أذا أنهمر..
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع بلا أنتهاء ..
كالدم المراق..
كالأطفال كالموتي هو المطر .."
تلك أعظم قصائدك بدر شاكر ..
ثم أتقلب فوق فراش الجمر أنتظر النوم ..
الذي عادة مايأتي متأخرا ..
تناوشه كوابيس الليل التي لا أذكر تفاصيلها في الصباح ..
عندما يبدأ المطر بالهطول من جديد ..
ويحمل الرعاة قسرا علي الرحيل ..
رجالا أطفالا ونساء ..
يمتطون أبقارهم ..
وأنا أحزن أكثر لأنهم رآحلون ..
نحو قمم الجبال ليتركونا في الوادي المنخفض لوحدنا ..
أحزن كما لو أني أعرفهم منذ سنين ..
كما لو أنهم أصدقائي ...
تلك طفلة بريئة الوجه ضاحكة العينين..
لوحدها علي ظهر ثور تحتها الوحل ومازال يبللها المطر ..
أراقبها بعيوني ..
حتي تضيع من مدي البصر ..
وعلي وجهها أبتسامة مبهمة ..
كنها لا تدرك ماهي مقبلة عليه ..
لكنها علي أي حال لا تشعر بالخوف ..
يجمح خيالي في الطريقة التي أختاروها للعيش ..
وهجرتهم وقت الخريف ..
ثم عودتهم بعد ذلك ..
أنهم دائما علي شفا سفر ..
وأتسائل كيف هي نظرتهم للعالم ..
أظنهم مرتاحي البال وبسطاء في حياتهم وطموحهم وأحلامهم ..
وأحسدهم علي البساطة ..
ربما لأني عالق في تعقيدات حياتي ..
المهم هم لهم طريقتهم ولي طريقتي..
ولا يمكن أن نتبادل الأدوار ..
ولا الأمكنة صعب أن أعيش هنا وصعب أن يتأقلموا هناك ..
أقدارنا مختلفة ..
أنها محض مصادفة أن تجدني هنا ..
في مكانهم ...
أنها الأيام تسخر مني ..
لأختبر حياة مختلفة وشخصيات مختلفة ومدن جديدة ..
لكني لا أشعر بمتعة الأكتشاف ..
ولا روعة الطبيعة ..
ولا نشوة المطر ..
كل هذه الأشياء لا تلهمني ...
فقط يلهمني ينبوع الحزن الذي لا ينضب في دآخلي..
وكل يوم تصعد برأسي الخواطر ..
لقد خطوت الخطوة الأولي
لا مجال للأنسحاب أو التراجع الآن ..
هنالك فقط طريق وآحد يمضي الي الأمام ..
والوقت يمضي ببطء حتي موعد عودتي إلي الوطن..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق