الأحد، 30 ديسمبر 2012

أرهآصات الودآع الأخير





ليالي تمر علي وأنآ لوحدي ليال طويلة وبآردة آراقب القمر أنشغل بتأمل السمآء بنجمة بعيدة أسطع من بقية النجوم وأحآول أن أتذكر أسماء نجمآت أعرفهآ أبحث عن الحوزي والحصآن وأنتظر نجمة الصبآح ..
الكلاب تعوي خلف باب البيت وتدخل قطط تبحث عن بقآيآ طعآم ف دآرنا وتتشاجر قرب سريري أحيانا ..
وربما يمر قطار أواخر الليل في طريقه للمحطة أسمعه بوضوح في سكون الليل ..
ويمر شريط العمر سريعآ علي تستوقفني صور بعينهآ ..
أتذكر أصدقائي القدامي في طفولتي ماذلت أحتفظ بصداقتي مع البعض والبعض الآخر أغبرهم النسيآن في مقبرة الذآكرة ..
أتذكر المدرسة الأبتدآئية التي أرتدهآ ونجآحاتي المبهرة هناك أتذكر خفير المدرسة رجل أعمي يتوكأ عصاة طرفها مكسو بالجلد كنت أحب أن يسرد علي الحكايات كان يسافر كثيرا قبل أن يفقد نور عينيه ماترك بقعة ف الوطن الا وله فيها تاريخ وذكريات وهاهو الآن خفير في مدرسة طاعن في السن ليس له في الحياة سوي أحداث مضت يرويها قصصا للسمر وأتذكر مدير المدرسة كان نحآتآ كان يحب أن يسمعني ألقي الشعر كثيرا القيت علي التلاميذ قصيدة طارق أبن ذيآد في الأندلس في الفصل وفي طآبور الصباح أذكر الي الان مقطعين منهآ : أشبآح جن فوق صدر المآء
تهفو بأجنحة من الظلماء
أم تلك عقبان السماء
وثبن من قمم الجبال
علي الخضم النآئي
لابل سفين لجن تحت لوائي
لمن السفين تري وأي لواء
يا أبن القباب الحمر ويحك
من رمي بك فوق هذي اللجة الذرقاء ..
وأذكر جيدا المدرسة الثانوية مدرسة المتفوقين التي كنت مغمورآ فيهآ كنت شخصية بلا ملامح لاتكاد تلحظ غائبا كنت أنا أم حاضرا ..
ومدآرس كثيرة تنقلت فيهآ ذلك الوقت ..
مخلفآ أثرا خلفي أو راحلا بدونه ..
وفي كل مرحلة تنشأ صداقآت وأخري تموت أحاول جهدي أن أتذكر وجوه رفاقي في الفصل كأنهم طيف عابر وجوه قليلة تحضرني ..
وربما هي الآن مختلفة عن ما بخيالي ..
أذكر رفيقا ماذالت علاقتي به لم تتغير أسمه كان مرتبط بأسمي كل ما أنتقل لمدرسة أجده هناك معي ..
ألي أن غادر الي الجامعة وتركني أخوض التجربة الأخيرة لوحدي .. والآن أنا مثل مصطفي سعيد أحلم بالهجرة نحو الشمآل
أحلم بالجليد بكتب أقرأها علي مقعد متأرجح قرب المدفأة وخلف النآفذة جليد وضباب ..أحلم بالشقرآوات وبحانات وملاه ليلية لاتقلق أبوابهآ ..وسجآر كوبي وكأس شامبانيا في قعرهآ ..واليل في أوله وتشرين كذلك
وهذه المدينة هي مسقط رأس شنايا توين التي ابدعت في أغاني الريف الأنجليزي
أفريل ليفين أيضا علمهآ هو هذا العلم الأحمر بورقة شجرة لا أعرفها ف المنتصف
سلين ديون بصوتها الذي يشبه الخيآل أيضا تنتمي الي هنآ أما أنا فأحلم بالهجرة الي هذه الأرض منذ ذمن بعيد لدرجة أنني لست أذكر لما أخترتها وجهة لأحلامي دون سائر بقآع الدنيآ ..
لا أعلم كيف سيكون شعوري لو تحقق الحلم .. أو في لحظة اقلاع طائرتي من وطن لايعرف قيمتي
ولحظة وداعي لأهلي
عندما ألقي عليهم خطبة وداع قصيرة مجهزة مسبقآ
مضمونها أنني لأجلكم أهاجر فقط لأنتصر علي الفقر مرة قبل أن يمضي عمري القصير مقارنة بعمر الكون ..
ربما أجد الشمآل مختلفا عما توقعت أو عما أوحته لي هوليود ..
لكني ماذلت مصرا علي الرحيل ..أما هي سأترك لها رسالة ..أقول فيها: حبيبتي أنا ماذلت أحبك وسأظل لكني مضطر لأغادر هذا الوطن لأنه لا يؤمن بالحب ولأني أكره أن نجتمع تحت مظلة الفقر طآئرتي ستغادر بعد ساعة من الآن
ربما أعود لآخزك معي أو أرسل لك لتلحقي بي
أو لا أعود أبدا أنتظريني لعامين أن لم يأت مني خبر حاولي أن تنسي كائنا تاه في جليد الشمال أحبك يوما بصدق لكن الدنيا جآرت عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق