الثلاثاء، 13 مايو 2014

هذا الجحيم من جديد



كم الساعة الآن ...؟
لا اعلم !
لكنني أشعر بالمغيب وأنا أرقد في عتمتي ,
ساعتي الداخلية تنبئني بذلك
في هذه الغرفة المظلمة حيث لا منفذ للنور ..
انا هنا منذ مدة تشبه الأزل ..
أياما وأسابيع لم اقابل كائنا حيا واحدا
سوي هذا القط الأسود الصامت عن المواء كأنه من الجن ..
يتجول حرا في المكان كل منا في حاله
يعتاش ع بقايا ما آكله
كنت مخمورا مثل كل يوم رائحة الخمر الرديئة تفوح من فمي
والمنفضة مليئة بأعقاب السجائر و
مخزوني من كل شيء أوشك ع النفاد
هذه آخر جرعة خمر
وآخر علبة تبغ بها فقط سجارتين جافتين
بحيث تركت العلبة مفتوحة بينما كنت ثملا البارحة
أنا في ثبات يائس ..
صدري بركة من المادة اللزجة المقرفة
التي لا تنضب, رغم كل ما ينقص منها
بعد كل نوبة سعال ..
لا أفعل شيئا سوي مشاهدة الأفلام البورنوغرافية
المكان بارد وقذر وفي حالة فوضي
لقد جربت الألم والوحدة جربت ان تعيش وأنت مدرك
انه لا أحد في هذا العالم يعنيه أمرك كالملعون ..
جربت اليأس مرارا ولم أصل إلي هذا الحد
جربت اللاوعي ولم اكن غائبا عن الوعي مثل ما انا الآن
أحاول جاهدا أن اصل إلي الحكمة
التي تكمن خلف المأساة أن أفهم القدر ..
ولم أصل بعد إلي النور ..
ولا جدوي من عيوني في العتمة
لأنها لا تبصر
فكيف سأنهض من رمادي ؟
أو كيف سأنسي ؟
وفي رأسي فكرة عدمية بغيضة :
"لا جدوي من هذا العالم" ولا معني لعذابنا اللانهائي
ولا وجود للسعادة انها حالة من الوهم
..لا تعرفها العقول الواعية
انها حالة مؤقتة تزول لحظة ما يضيع تأثير الخمر أو المخدر
ونصحو لمواجهة هذا الجحيم من جديد ! 


17 تشرين



2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق